الجمعة، 17 فبراير 2012

اثنتي عشرة ضمة للنمو


"ضم من تحبه إلي صدرك"

قالت لي الصغيرة وهي ملتصقة"بحضني" بشدة غير مبالية بكل من يستهجنون "حضننا" العلنيّ:"إنتي بتعرفي تحضني يا منال ،ودي حاجة عبقرية"،

تجاهلت الصغيرة الجد الذي طلبت إليه تصوير ذاك /هذا "الحضن وتعليقاته اللاذعة التي لم تتوقف، تلك التي جعلته يأخذ "للحضن" أكثر من لقطة من أكثر من زاوية _فقط_حتي يزيدهما من تعليقاته مثيلة:"انتي هتاخدي حقنة يابنت؟؟؟ علي فكرة شكلها مش مامتك.. لابدة فيها كده ليه.. دي مش اختك كمان.. يابنت الناس بيبصولكوا .. جيل بجح صحيح..دي مش صاحبتك حتي"،

ناقرته الصغيرة بتعليقات قصيرة قاطعة:"ماما ماتت ياعمو.وبعدين حضرتك مالك يعني .زهي بتعررف تحضن اصلها.زحتي تعالا جرب.."

وتضحك وتتناول الكاميرا التي قذفنا بها بصبيانية عقديِّ عمرٍ اكتشف أن الدموع لا تأتي من الصنبور..وأنها مالحة..ولن يجرؤ علي اخبار أحد أنه تذوقها..

"نحن نحتاج إلي 4 ضماتٍ مملوءة بالحب..للبقاء"

بكل بساطة.أنا أتركهم يتعلقون بي..وأهدأ تماماً حتي أتنصت علي سريرة قلوبهم..أفشل في استوضاح الحقيقة فأشّد عليهم أكثر..يتنهدون _جميعاً_ تنهيدة تمر من خلالي فأري كل شئ..أضمهم أكثر حتي تؤازر شهقات خافقي وحدة زفرات نابضهم،يسرقون بضع دقات..ثم يتململون في مداراة ساذجة خشية أن أكشفهم،أخفف ضمتي..دائما هذا هو الوقت المناسب لتركهم يفلتون، يخبرونني بانبهار أنني "بعرف أحضن" واخبرهم بشرود "انتم فقط تحتاجون وسلة للالهاء"،

في مكان ما..أربعة قلوب قصرت في ملء "أحضاني" بالحب...

"ثمانية _أحضان_لصيانة كيان الأسرة"

يمعنون في تلقيننا _البنات_أن "الولاد" كلَّهم لا يريدون سوي شئ واحد من البنات.."عايز يصاحبها عشان يفرج عليها اصحابه اللي متراهن معاهم عليها وبعدين يعمل معاها قلة أدب"، وأنا أعشق أبي كثيراً ولكنني لم أسمح له أن يضمني منذ صرت "بنتاً" .. فأنا أكره "أصحابه" ولا أريد أن يضحكوا عليّ حينما يكسب الرهان...

"واثنتي عشرة ضمة للنمو"

هذه أعرفها جيداً..فلولا أنني "بعرف أحضن" لما تضخم قلبي هكذا...

الاقتباسات لفرجينيا ساتير من محاضرة للدكتور ابراهيم الفقي ختمها ب"فابدأ اليوم باتباع ذلك يوميا وستندهش من قوة تأثير النتائج.. في الحقيقة أنا لم أندهش علي الاطلاق..وقلب يزن ثلاثة أرباع الكيلو جرام..خير دليل علي صدق مقاله.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نحن نضم الصغار الى حضننا لا لانهم يحتاجون ذلك بل نحن من يحتاج ذلك