الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

عازفة الكمان ...

الآن وقد نطقتها ...أمنت لي إجازتي .. للبوح ...
الآن أنت وأنا ... يا كماني .. معاً ..
نعزف سيمفونية النوح ...
قد كان ما ولّي من كل ألحاني ... محاولات فاشلة ..
خربشات .. وربما تمتمات .. من صفح ..
أياكماني! ما عاد أن يرتخي الوتر المشدود ...
الآن .. وفقط ... قد نلت أنت حريتك .. مني .. ومن ذاك الكبت المعهود ...
فيا كماني ... بلغ عن عازفتك ... أقسي درجات الحرية ....
بلغ عن عازفتك .... أعتي موجات الصبر الأبدية ...
أو حتي تحرر منها ... وانهل آنية الثورة ...
ما آن الآن ... يا كماني ...
سوي بعض من رحايا سرمدية ...
مارست كل طقوس الصبر... واشهد أنت ...
الآن ... ما عاد من صمت ولا ... سكون ...
ولا أيُّ نفحات ربيعية ...
سأحكي كل الحكايا ... السوداء !!!
عن ملك الصلّ ...
من أغرق قارب المحبين ...
بين غياهب الضلّ!!!


وعن ملك الصلّ ...
اجمع يا كماني كل أوتارك المفقودة ... تلك التي جلدك بها...
أسياطاً من قاتلة من العذاب المرير ...
كم من مرة انتزعتها من روحي تلك الأوتار ... أحيك بها جراحك ...
تلتئم جراحه ... ويجمعها ... ليجلدني أنا ... مئات المرات !!!
كم من مرة ناولته سيفه العظيم ... ليغمده بي !!!





أيا ملك الصل الأعظم ... سأخبرهم من أنت ..

يغدو ويرحل في صمت ... لا يخلف أثراً ...

يحتضن ضحيته بدفء المحب ..

ويلتهمها ... في صمت الحقد !!

أيا أيتها السفينة ...العظيمة... الرائعة البنيان ...

قد تمزقت أشرعتك كلها ... يا أسفاً .. بين عاصفة الملك ...

وما لعازفة الكمان العاجزة ... سوي بعض الألحان!!!




هاقد تمخض حزن العازفة عن قبر ....
من ماء ورمل ...
وحجر أسود ... وزرع مرّ ...
أدركها أيها الكمان الحزين ... بثها حزنك وألمك الدفين ...
يااااااااااكماني ... بُح عني أحزاني ...


احكِ عن ملك... وسفينة ... وعازفة سجينة ...
سيرة سوداء... قاتمة... قديمة ....
عن غمامة شتوية... لها كل برودة الأجواء السقيمة..
وفراشة واحدة حبيسة الجدران ...
خائفة فزعة ... من عواء الضباع الماكرة .... ساكنة الوديان ...
ومحاولات طيران ...
عقيمة !!!



أعددت طقوس المعزوفة الأخيرة ...


تشنعت فستاني الأسود ...


وملامح شاهد ملطخ بالدماء...


لقبر أبعد ...


دعوت طيور الظلام الحاقدة ...


وصبغت شعري من دم شاهد القبر الأعتد ...


حاولت عبثاً أدفئ يداي الباردتان ...


ضممت قوس الكمان النديّ ...


أغمضت عيناي شديدتا الجفاف جاهدة ...


وابتدأ العزف الخالد ... حتي انتيهت ... ولم يبق سوي ...

حطام ... كمان ... عازف ... الأحزان .

السبت، 26 ديسمبر 2009

خربشات جنون !! "قالوا وأقول ويقولون"

" يقولون أنها تملك أجمل عينان حزينتان"
ومن لم يمر عليه طيف الحزن .. يوماً أو شهراً .. ساعة أو دهراً ؟! ولكن ما بال أن تكون طفلة في مثل خضار عمرها ، وتكون صاحبة العينان !! أي طغيان زرع تلك البذرة الهجينة في أرض بكر لم تحرث من قبل ؟؟! وأي نبتة قد تنبت من مثل تلك الجريمة الجارحة ؟؟!؟!

"سمعت قلبي ذات مرة يهمس في توتر .. وكأنما يخفي همسه عني .. تعبت !!"
آه يا قلب !! أأنت ثمرة ما زرعوه بأرضي ورويته بعيناي ؟؟ لا عجب يا قلب .. لا عجب .. أن تتوجع سراً .. وها قد صرت كتلة وجع !!!


"أقضي معظم لحظاتي .. أكتب .. لا أكتب دون عبراتي أبداً .. ومحرم علي البشر أن يروها .. فمعظم لحظاتي ..."
لا خجل من الجواب .. أحياناً ما أعتز بوحدتي .. وكثيراً صرت أفتقدها ، وغالباَ .. أتلذذ بها حتي التوحد معها .. فقلمي .. ذو مداد العبرات .. يسطرني !!!



" لا أراجع نصوصي مرة أخري .. أبداً ، لا توجد لدي .. فرصة ثانية "
قال أني أنقش ذهباً .. ولكنه غير كامل .. تتخلله الشوائب ، قال إن أردتي سبائكه .. عليك بالفرصة الأخري .. عليَّ أن أعيد النظر ، ربما يا عزيزي .. لا أشتهي سبائك الذهب .. ربما لا أشتهي الكمال ربما أريدها كما أريدني .. أنا فقط !!!




" ألقيت عليكِ لعنة مني .. من مدادكِ وعينيكِ .. يفوح رحيق العشق .. وكل البشر ... جوعي"
أيا آلهة العشق لا تلعنيني !! قلبي عليل .. ومدادي .. قِطْر ، وعينيَّ ..جمود !!







" العنقاء .. تحيا ربما ألف عام حتي تحترق .. ومن رمادها الساحر .. أبعث كل مرة "
وكأني وكنت وسأكون .. لكل مارٍ بواديَّ .. عنقاءه الخاصة ، قمة أسطورية مزيفة .. لهرمه غير مكتمل البناء .. وحينما يكتمل .. ينفض عنه الرماد !!!

" وكأنه كان عليكِ أن تشبهيني .. كي تموتِ "
لم أرها ولم ترني .. لم تعش بيني يوماً واحداً .. لم تهدني أي ذكري سوي اثنتان ... تشبهني .. وماتت !!!






"من قبل أن تتفتح عيناكِ أتساءل : لِمَ لم تحبيني ؟؟"
أعتذر منكِ كثيراً أنا .. فما بقلبي سوي هذا السؤال ، ولكم دعوت كثيراً أن يتغير القضاء .. ولكنه ربما .. قضائي أنا .. بلا رضا ولا رجاء !!!



"أبحث عن الموت !!"
تلك جملته .. كلكم تخافونه ..رهبونه ..أنا .. أبحث عنه !!!

" يقولون .. كلهم .. وصفوني .. بالجنون "
أضحك ملء قلبي وملْ حزني ، جنوني .. عادة هو عذرهم .. ليتبجحوا .. ويذبحوني ، ولهذا كلما سمعتها .. ينتابني مزيج من الحزن والراحة ، فهاقد اتضحت النهاية .. واقترب ا لجرح ، وراحتي لرحيلهم .. وثقتي لن ينطقها صدقاً .. إلا هو !!!


" الحياة .. نصف الموت "
آمنت من زمن أن الدنيا .. قائمة علي الأضداد ، الحب والكره .. الوجود والعدم .. الرجل والمرأة ، كلهم متساوون ، إلا هذان الضدان .. فالحياة .. نصف الموت !!!!

" يقولون .. أن مرآتي البحر ، صدقوا وما فهموا "
مرآتك يا بن إدم .. لا تظهر سوي ملامحك .. أما قلبك .. فهو قابع خلف مدي عمق البحر !!!

" جرحي الأول ... الأصعب ، يحيا معي "
برغم قسوته .. كثيراً ما أتأمله .. وأري انتصاري !!!

" أعشق الشتاء "
كل تفصيلة وكل قطرة مطر .. فروحه روح الشتاء !!!

الخميس، 24 ديسمبر 2009

النوَّة ... نوة أخري + تحديث

تحديث :هذه التدوينة ليست تدوينة جديدة .. إنها فقط إعادة لنفس التدوينة السابقة بتعديلات بسيطة .. نوة أخري :)
علي رمال الأسكندرية .. في يوم عاصف من أيام النوَّة ، أصرت أن تخرج من سجن دفئها المنزلي ،

غير عابئة بجنون الرياح العاتية ، ولا الأمطار الغزيرة ، ولا حتي بذلك القيد..

الذي تحمله حول يديها ، مشت حافية القدمين ، لا يمنعها عن التجمد رداؤها الحريري الرمادي ،

عارية الرأس ، تلتصق رمال الشاطئ بقدميها ، تكاد الرياح العاصفة .. تنتزع شعرها الأسود من الجذور،

بينما أغرقها تماماً سيل المطر المنهمر ،

حانت منها لفتة نحو الطريق الخالي تماماً من البشر ،

النخيل برغم شموخه .. أمام تلك العاصفة .. لم يجد بداً من الإنحناء ..حتي تمر بسلام ،

عادت للبحر .. هائج .. يزمجر فيعلو صوته ..معلناً عن صراع دائر،
تتطاحن فيه الموجات ،

حبات الرمال تضامت .. التصقت ببعضها البعض ، وجدت في الإلتحام طريق الصمود ،

لا أثر في الجو لطائر وحيد عائد لعشه ، لا أثر لحيوان .. لا أثر لبشر ،

فضل الجميع دفء المنزل علي مواجهة النوَّة .. سواها ، تعجبت !!

بدت المدينة الصاخبة الساهرة ..وكأن سكانها البحر والشاطئ والنخيل ..وهي،

أشاحت عن عجز المدينة .. وركضت نحو البحر..

بكل ما تبقي فيها من أنفاس ، أوقفها ضوء خافت .. نظرت نحوه .. ثم أمعنت النظرات ،

حامل القنديل !! ماباله !! لِمَ لم يسكن داره ويتدثر دفئه كما السكان ؟ اقترب منها .. فاقتربت،

أضاء بقنديله وجهها .. أضاء النور سواد شعرها ، توهجت كما القنديل ،

أحست بدفء يتخللها ..

ارتسمت علي شفتيها بسمة .. نقش بأصابعه كلمات علي الرمال النافرة .. رغم محاولات
صمودها ،

قرأتها، صمتت .. وانحل القيد من يديها ، ثم مشت تتلمس طريقها .. في ضياء حامل القنديل.

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

العام الأخير


يلملم عامي أشلاءي المتناثرة هنا وهناك .. بتململ شديد ، يجمع أشيائي القديمة .. كل لوحاتي الممزقة .. ألواني المسكوبة الجافة ، وتلك الصور المزيفة لابتسامات مصطنعة ، وبقايا جدار رمادي .. ربما كان .. ما بقي من بيت ، رماد أجنحة محترقة ، أوتار كمان مهترئة ، قلم مكسور .. وبضع وريقات ،




في العام الماضي .. تسلم الراية .. أدي القسم ، وتحمل المهمة ، وهاهو بكل خنوع .. يشرع في تسليم الراية .. وتلك المرة .. يسلمني معها !!




كل مرة .. كان العام ينساني .. يرحل بدوني ، غير أنه تلك المرة .. مختلف !!




تلك المرة سأرحل معه .. كفاني سكوناً وكفاه خلواً بي ..




لن يستعد وحده .. أنا أيضاً .. سأجمع أشياءه .. ألملم أشلاءه .. أحضر للرحيل معه ،




طقوس الإحتفال المقدس .. أحفظها ،




أفرغ محتويات قلبي .. أنتظم في منتصف هرم الطاقة الأسود .. أشعل شموع بابل السوداء،




أنثر عطر الياسمين الخالد .. ثم أغمض عيني .. وأنتظره ،




بقيت له أيام قليلة .. لن يرحل دونما وداع .. عليه أن يودع أيامه ولياليه .. ثم .. يكون لقاءنا .. ونكمل معاً طقوسنا ،



أخشاب الصندل العطرة .. يحضرها هو ..وقود نار مثلثة .. دمعات طير مهاجر .. سبع صخرات من جبل نعرفه هو وأنا .. وتبدأ الطقوس ،


لا أدري حقيقة ما تلك الطقوس التي استلزمت كل هذه الأشياء العجيبة ، ولكني أثق به فهو سبيلي .. وعدني .. لن يتركني أبداً كما الأعوام السابقة ،


وعن الأعوام القادمة سألني مراراً إن كنتِ سترحلين معي .. مع من سيبقون .. ولمن سيحيون ؟؟


أعتقد أني لا أملك الإجابة فأنا فقط لم أعد أريد أن أبقي ..


بل أعتقد أني أعلم .. وجيداً .. ربما تبقَ تلك الأعوام فراغ .. بلا ساكن ، أو ربما تختار أن تبعث معنا في رحلتنا .. لا يهم !!


يا عامي الأوحد ..أتوسلك .. عندما تجمع أشلائي .. إن وجدتني ..


فلا تتركني للعام القادم.










الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

همستي ... إليك

حبيبي ...
جلست إلي مرآتي ،
اخترت أجمل زيناتي ،

احترت في شعري أجمعه.. أم أرفعه ..
أم أطلقه بجنوني بك ،



انتقيت أجمل العطور الساحرة علي وجه الأرض ...
ولك تعطرت ،



يحملني حنيني إليك كل لحظة .. وقل عني مجنونة بك ،



ارتديت فستاناً غزلته بيدي من زهرات الليمون ،



زينت كتفي بفراشة حالمة ،



بحثت عن جزيرتي بقاربك حتي وجدتها ،



وهناك .. انتظرتك ..



كأنا أنت وكأنت أنا ..



تسبقني حروفي الصامتة لقلبك ،



ورغم أني أملك كل الحروف .. غير أنها أمامك تخجل أن تجتمع معاً ،



يحمل قلبي المهمة .. أخشي ألا تسمعه ،



أكلف عينيّ أن تبوحا ،



تخجلهما عيناك ..
حبيبي .. نظرتك قاتلة ،



يا ويل قلبي منهما



حتي عينيّ لم تتجرأ علي البوح ،



ها أنت ذا .. جالساً بجواري علي ذاك المقعد الخشبي ،



تضم يداي بحنان غريب ،



أذوب بينهما .. وأتخللك ،



تترك قدماي الأرض راحلة إلي سحابات الهوي ،



أطير يا حبيبي فرحاً ..



ولكن سامحني .. سأبكي ،
لا حزناً أقسم بقلبك ..
لكن حبي يملأني حتي فاضت دموعي ..
ترسم نهراً علي وجنتيَّ
،
يجري بين جنة من حمرة خجلي ،



لتضمني ...



راحتيك ،



وأرتاح ، وأحلم .. بين يديك ،



وأضم قلبك ..



ستنسي حزنك .. وجراح قلبك ،



وتحبني .. ثم تعشقني ،



ثم تذوب بين يدي ،



حبي يا حبيبي إليك



يزاحم دمي علي أبواب قلبي ،



أشعر وكأني أنبت منك ..
كتلك النجمة البعيدة حبك .. لا بعدها كفيل أن يمنعني حبها ،
حبي لك يفوق احتمال البشر ..فلا أنت ولا أنا من البشر ..

أطلقت شعري مجنونأ كما تحبه ،
وضممت تلك الوردة الحمراء التي أهديتني ،

وفردت جناحاي ،وخلعت حذائي ،وحلقت .. لألقاك .. فأنا .. أحن إليك .